Hope

Hope

11‏/01‏/2012

منحة في ثوب محنة



أن تنقلب حياتكـ كلها رأساً على عقب بين عشية وضحاها لهو بالأمر الجلل والصعب التقبل إلا أن تشملك رحمة الله سبحانة وتعالى ولطفه .

فـ أن تكون على كرسي متحركـ بعد أن أمضيت قرابة الثلاثة والعشرون ربيعاً وأنت ترفل بنعمة من نعم الله سبحانه وتعالى عليك ، ألا وهي نعمة المشي والحركة ، لهو تحدٍ كبير ستخوضه رغماً عنك شئت أم أبيت  ...


لست هنا أتكلم عن اللحظات التي سبقت تلقي خبر إنضمامي لعالم ذوي القدرات الخاصة الذي فيه إكتشفت قدراتٍ خاصة كانت مدفونة فإنتشلتها إعاقتي لتحيي الأمل فيها وتجسد روح العزيمة والإصرار ..

فأنا هنا أتكلم عن تجربة عشتها مع كرسي متحرك أنار لي طريق المستقبل ومهد المصاعب التي كنت أخشاها قبل إعاقتي .

هي تجربة تبعث بالأمل لأولئك الذين فقدوا الأمل في الحياة والعطاء لمجرد مشكلة حلت بهم أو تغيير جذري طرأ في حياتهم .. فلو وقفنا قليلا عند قوله سبحانه وتعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )

لإستنتجنا أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب ..

لدي أصدقاء من ذوي القدرات الخاصة من هو ما زال متوقع على نفسه ونادراً ما يخرج للتسوق أو النزهات -وهم قلة ولله الحمد ، فهنالك المئات ممن صنعوا معجزات فقط لإعاقة حدثت لهم- , وأعزو هذا الشعور إلى سببين لا ثالث لهما : أولاً؛ عدم وجود ثقافة التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة وإعتبارهم جزء من المجتمع من دون أن يشعرونهم بالأسى على حالهم من خلال نظراتهم التي تملؤها الشفقة والعطف . وهذه في النهاية ترجع لثقة المعاق بنفسه وأن يفرض نفسه على المجتمع وألا ينتظر منهم أن يقوموا هم بدورهـ . ثانياً؛ لربما ما حدث له سبب له صدمة نفسية منعته بأن يختلط بالمجتمع لقناعته بأنه عالة عليهم وأن خروجه يتطلب جهداً كبيراً .. وهذا أيضا يعود لثقته بنفسه وإيمانه بأن ما حدث له مجرد ابتلاء وعقبة من المفترض أن يحولها إلى فرصة للإبداع والمضي نحو مستقبله .

لست هنا أيضاً أحلل نفسية ذوي الإحتياجات الخاصة ولكن هي تجربة مررت بها فصنعت منها قمة أنجزت فيها ما لم أنجزه خلال السنوات التي سبقت إعاقتي .
أيقنت فعلا بأن إعاقتي كانت إنطلاقة نحو المستقبل برفقة كرسي متحرك صنع المعجزات – ولله الحمد -  التي لم أخطط لها مسبقا  ..


ففي النهاية هي رسالة أوجهها لكل من فقد الأمل أو تقاعس عن أن يكون فرداً منتجاً في مجتمعه .. " إما أن تستفيد من كل تجربة – مشكلة – مررت بها في حياتكـ ، وتقلب مرارتها إلى حلاوة ستجني ثمارها قريبا بإذن الله ,  أو أن تجعل من إعاقتك - مشاكلك – عقبةً في طريقك في كل مرة تريد التقدم فيها ..

فإختر لنفسكـ أي الطريقين تشاء !!!





هناك تعليقان (2):

  1. العاقل هو من يصنع من الليمون شراب حلو

    ومن يتجاوز المحنة إلي منحة ويري الشئ الإيجابي فيها ..

    أستاذي إلي القمة دائمــــاً..

    ردحذف
  2. أحياناُ لآنحتاج لكل شي عندمآ نشعر بأنه الله معنآا ..
    مآ أجمل أن نرسم لوحة من السعادة ونعيش لحظآت من
    الفرح .. ^_^
    ليس منا من لآيسطتيع القيام بشي ولكن ليس كل شخص يمتلك العزم .. الحياة تتطلب الصبر الإراد لو أراد الإنسان أن يطير يوما لطآر ..
    الأمل سيشتق طريقة من الألم .. هذه الحياه نمر بالكثير ونسعى للكثير ونتعلم الكثير .. لآتصغر من قيمتك قيمة الشي تحدده أنت فأختر لنفسك أفضل القيم ..

    =) إستمر في إبداعك

    ردحذف