ها أنا اليومـ أكمل عامي الخامس وأنا ممتن لهذا الكرسي المتحركـ الذي بفضله – بعد فضل الله سبحانه وتعالى- إستطعت أن أنجز ما لمـ أحلمـ بإنجازهـ طوال حياتي . . .
لمـ أكن ذلكـ الشاب المنظمـ الذي يهتمـ بترتيب وقته وجدولة أعماله بإستمرار ، ولمـ تكن أحلامي ذات شأن كبير ، فجلها كان يكمن في إنهاء مرحلة البكالوريوس والإستقرار النفسي والوظيفي بعد ذلكـ .
بدأت مع أعاقتي بالتحركـ والتحرر من قيود العجز والأوهامـ . . آمنت بمصيري وسلمت أمري لله وحدهـ فأنطلقت بعدها لإستكشاف عالمـ جديد وحياة جديدهـ .
أحسست بشعور الطفل الصغير حينما يكبر عاما بعد عامـ ليدركـ ما الذي يدور من حوله وأن العالمـ أكبر من دمية يداعبها يمنة ويسرهـ .
فلقد ولدت من جديد في عامي الأول من إعاقتي وبدأت باستكشاف حقيقة وضعي الصحي فتكيفت معه وإعتدت عليه …
بعدها أكملت ما تبقى من دراستي الجامعية وأدركت بأنها ليست نهاية المطاف ، فطموحي يرقى لأكبر من ذلكـ . وقررت الذهاب لبريطانيا لإكمال دراساتي العليا. وبحمد الله أنهيت مرحلة الماجستير بعد غربة أضافت الكثير لحياتي .. .
عدت بعدها لأرض الوطن وكلي فرحة بالتخرج وما حققته هنالكـ ،
كانت هنالكـ بعد ذلكـ مسابقة للقصة القصيرهـ لذوي الإحتياجات الخاصة - حكايتي - التي نظمتها مؤسسة الأميرهـ العنود الخيريه ، والتي تألقت شرفا بحصولي على المركز الرابع .
ما ذكرته آعلاهـ كانت حياتي بعد الإعاقه بإختصار شديد .
فلقد أدركت أن المعاق قادر على آن يثبت نفسه أمامـ الجميع وبإستطاعته آيضا آن يتميز عن الآخرين .
ما زلت أبحث عن التميز في شتى المجالات لكي أرتقي بنفسي نحو قمة لطالما حلمت ببلوغها .
فخمس سنوات جديرة بأن أتعلمـ منها الشئ الكثير
خمس سنوات مضت بحلوها ومرها
خمس سنوات إرتقيت بها للعلو
خمس سنوات وعزيمتي ماضية للأمامـ نحو التميز
وسأمضي قدما نحو القمه . . .
