Hope

Hope

23‏/08‏/2014

هل إشتقت لأن تمشي مجدداً ؟؟




سألني صديق لي قبل فترهـ هل اشتقت لأن أمشي على هاتين القدمين مرة أخرى !!!

في الحقيقة لم أتوقع أن يسألني أحدهم هذا السؤال آبداً... فلقد مر بي شريط الذكريات سريعاً وهو ينتظر الإجابه مني..

  كيف لي ياصديقي  أن أنسى تلك الطفولة الشقيه مع إخوتي وأبناء عمومتي ،  وشجاراتنا التي كانت دوماً تخلف إصابات ما زال بعضها وسماً شاهداً من الماضي الجميل . . . 

كيف لي أن أنسى تلك الأيام التي كنت أتسابق فيها مع أبناء عمومتي في السباق السنوي الذي كان ينظمه جدي-  عليه رحمة الله  - وكيف لي أن أنسى ذلك الشعور بالإرهاق بعد المشي لساعات طوال . . . 

بل كيف لي يا صديقي أن أنسى شعور القفز من مكانٍ عالٍ ومتعة التسلق آيضاً . . .

 والأهم من هذا وذاك !!  كيف لي أنسى لذة الركوع والسجود بين يدي الله سبحانه وتعالى . . .

آهـٍ ثم آهـٍ يا صديقي ...  فلقد عدت بسؤالكـ هذا إلى ذكرياتٍ جميله ،  ونعمٍ جليله لم أكن أعرف حقها . . .

  نعم يا صديقي ،  لقد اشتقت لأن أمشي على هاتين القدمين مرة أخرى ، بل وأن أركض بكل ما أوتيت من قوهـ في مكانٍ طلق وقطرات المطر تداعب تلك القدمين حتى يضنيني التعب فأتمدد تحت تلك الشجرة . . .

نعم يا صديقي ،  لقد اشتقت وخالقي لهذه النعمه التي أجزم يقيناً أن الكثير لا يعرف حقها آبداً ...  فلن يعرف حقها إلا من سلبها ...  

هي حروفُ أردت أن أبعثرها هنا وهناكـ ،  وذكرياتُ  أبت إلا أن تعود بي إلى الوراء لتطبع ابتسامةً على ثغري ، وإيماناً في القلب بأن ما أصابني لم يكن ليخطأني ،  وتسليماً  بأن هذا الابتلاء هو امتحانُ من المولى عز وجل لمدى صبري وتحملي . . .

 فالحمد لله حمداً  كثيراً  على نعمه التي لا تعد ولا تحصى . . .

 نعمـ . . .  أنا فقدت إحدى النعمـ ، ولكن غيري فقد الكثير . . .  
 نعمـ . . .  أنا لا استطيع أن أمشي يا صديقي ،  لكن هنالكـ غيري من لا يستطيعون الحركة إطلاقاً . . .   


ولكن ،  كلي يقينُ  يا صديقي العزيز بذلكـ اليومـ الذي أسابقكـ فيه بهاتين القدمين فأسبقكـ . . . 

فما زال باب الأمل مفتوح . . .  

وحتماَ ،  سأمشي مجدداً بإذن الله . . . 




:)

01‏/07‏/2014

ثمانية أعوام !






ثمانية أعوام !!!  إنقضت بصحبة هذا الكرسي المتحركـ الذي غير حياتي كلياً ...
ثمانية أعوام !!!  كانت وما زالت تعج بـ المغامرات والتحديات التي صقلت شخصيتي بعد إعاقتي ...

سنوات أجزم بالتأكيد أنها كانت الأجمل في حياتي ، مروراً  بتحديٍ واجهته منذ البداية وكسبته ولله الحمد وانتهاءاً برضاً تام وقناعة بأن الإعاقة ليست نهاية المطاف بل هي انطلاقة لطموح يتأجج وعزيمة على كسب الرهان والفوز بـ السباق ...

سنوات استلهمت فيها القوة والإرادة من شخصياتٍ كان لها الفضل - بعد الله سبحانه وتعالى -  في ما أنا عليه اليوم ،  من عائلةٍ ساندتني في كل أمور حياتي وأصدقاءٍ بثوا روح الطموح والثقة في شخصيتي ،  ومن مجتمع بدأ ينظر لذوي الاحتياجات الخاصة بنظرة ٍ مختلفة عن ذي قبل  ...

 فأنت أعني يا من رأيت من إعاقتكـ نهايه لمسيرة حياتكـ وحكمت على نفسك بالفشل ، فبيدكـ القرار إما بفتح باب الأمل والمضي قدماً نحو مستقبلٍ مشرق ينتظركـ ، أو أن تقبع سجيناً لوحدتكـ فتحكم عليها بالموت البطيء . فالخيار حتماً بيدكـ !!!

فاللهم لكـ الحمد على كل سنةٍ انقضت وأنا محتسباً لأجرٍ من الله سبحانه وتعالى ...
واللهم لكـ الحمد على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ...

قد تكون بالفعل فقدت نعمة المشي ،  ولكن غيركـ طريح الفراش ويتمنى أن يكون مثلكـ ...
وقد تكون أيضاً فقدت نعمة السمع أو البصر أو الكلام ولكن غيركـ لا يستطيع أن يزيل الأذى عن نفسه ...


فإحمد الله مراراً وتكراراً على ما أنت عليه ، لأن الحياة لا تتوقف عند إعاقة أو مرض أو معضلة ما ...

 فالقطار لن يتوقف سواءاً بكـ أو بدونكـ !!!


ثمانية أعوام !!!   لم أتوقع أبداً ان يجتازها مقرن ويصل إلى ما هو عليه الآن من نعمةٍ وعافية وقصة تكللت بالنجاح ولله الحمد  ...

ثمانية أعوام !!!  ها أنا اليوم أحصد زرعها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى،  وبمساندة أهلي وأصدقائي ...

فمن رضي بما قدره الله له فله الرضا ... 


كل عام وأنتمـ إلى الرحمن أقرب ...




12‏/04‏/2014

رياض القلب .. سأرحل .



هي أيام قلائل وأرحل عنكـ يا رياض الخير والحب ....

يا من عشت فيها أجمل السنوات وأسعد اللحظات ، وتعرفت فيها على أخوةٍ وأصدقاء ، منهم من إنتقلوا إلى دار غير دارنا عند رب كريم جواد فأسأله بمنه وكرمه أن يتغشاهم بواسع رحمته وعطفه ، ومنهم من فرقتنا الدنيا بأعبائها وملذاتها، فأصبحت لا أقابلهم إلا ما ندر ،  ومنهم أيضاً من سكنوا بالقلب وما زالت لي معهم ذكريات جميلة وستبقى بالطبع هي الأجمل ... 

نعم ... سأرحل عنك ولكن القلب لن يرحل ، فرغم مناخكـ الجاف صيفاً وشتاءاً وموجات الغبار بين الفينة والأخرى ، وإنعدامِ لشتى وسائل الترفيه التي تقلل من ضغوطات العمل ، إلا أن لكـ في القلب مكانة لا تعلوها أي مدينة سواكـ ....

 فأنتي تحتضنين بداخلكـ أقارب وأصدقاء لهم كل الحب والتقدير . وتحفكـ ذكريات جميلة ومواقف لا تنسى أبداً ..

فعلى رمالكـ زرعت قبلة الذكريات ، ولي فيكِ كثير من الذكريات التى ستصيرُ أطلالًا أعودُ إليها كلَّ حينٍ ...


وأخيراً ... عزآئي الوحيد .. أنني عندما قررت تركها .. فالسبب بالطبع أسمى وأغلى ... 

ولكن .. تبقى الرياض .. رياض القلب

ولم .. ولن تحل مدينة أخرى بالقلب مكانها ...

فلن أقول وداعاً ولكن إلى اللقاء يا رياض الخير ويا من يسكن بك ..