Hope

Hope

30‏/09‏/2012

مملكة تويتر .. جنون المتابعين






· تنويه : تم كتابة هذا المقال عند إستيقاظي من النوم في منتصف الليل ، فكان ضرباً من الخيال والأحلام التي آثرت أن أسطرها هنا ،  بيد أنني لم أعتد على الكتابة بهذا السياق  ..



 كانوا يزعمون بأنه مجرد عصفور يغرد خارج السرب بعيداً عن أعين الرقيب فيجد في هذا المكان متنفساً له ومرتعاً خصباً بكل ما يحتويه من الغث والسمين . 

كان طائراً صغيراً لا يقوى على الطيران بعيداً عن السرب - الذي يزعمون وجودهـ - ، فما يلبث أن يحلق قريباً منه حتى يعود إلى عشه الصغير مع من يحبهم ويحبونه .. وأصبح هذا الطائر يجوب السماء بهذين الجناحين ويرفرف بهما إلى ما أبعد من السرب ..

فتجدهـ يغدو خماصاً ويعود بطاناً بالمعلومات والأخبار التي بحوزته ، فأصبح هذا العصفور مقدساً بين عشيرته بل وتم تتوجيه كملگٍ على مملكته الصغيرة التي زاد إتساعها مع الوقت ومع السمعة التي حظي بها هذا الملگ فأصبح الجميع يتناقلون أخبارهـ وبطولاته ، فهو في كل يوم له صولات وجولات ومعارگ لا تنتهي ، فلديه من الجيش والعتاد ما لا طاقة لخصومه على مجاراته .

 كيف لا !! فهو الذي رفع أقواماً لم نكن نسمع بأخبارهم منذ قبل وهو الذي أيضاً أنزل أقواماً أخر كنا نراهم نجوماً تتألق في السماء ... 
فجيشه المسمى بـ - الهاشتاق - ملغم بالطالح والصالح ولديه من القوة ما هو قادرٌ على تدمير زعماء وممالگ . 

كان لابد لهذا الملگ أن يتخذ له وزراء لحفظ شؤون مملكته فهو وحدهـ ليس بقادرٍ على تولي جميع المهام ، بيد أن الملگ آثر أن تكون حاشيته من شتى الطبقات ؛ مابين فقير وغني ومسؤول كبير وموظف عادي ، ورجل وإمرأه وطفل و شيخ . 

بعدما عين حاشيته ليديروا له شؤون مملكته المترامية الأطراف ، أصبح لا بد من هذهـ الحاشية أن تتخذ لها أتباعاً - فلورز - بشتى الطرق . 

فتجدهم يبذلون الغالي والرخيص من أجل زيادة أتباعهم ، بل ويصل الحال لبعضهم بأن يراقب عدد متابعينه في كل ساعة ، فإن هم كانوا في إزدياد فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتجدهـ ينام تلگ الليلة قرير العين. وعلى النقيض الآخر إن كانوا متابعينه في تناقص تجدهـ في غم شديد وضيقة لا يعلمها الا الله . 

كيف لا وروح الزعامة مغروسة بين جنبيه !! كيف لا وهو الفارس الذي لا يشق له غبار والعالم الذي لا يصعب عليه شيء ، فهو قد قطف من كل حقل ثمرة وإستحق بجدارة أن ينال شرف السلطة على من سواهـ . 

إرتاح عصفورنا الملگ من عناء المملكة التي  أسس بنيانها ذات يوم وأولى جميع المهام لحاشيته التي هي بدورها أصبحت تبحث عن التألق بزيادة أتباعها فتجدهم يرسلون التهاني والتبريكات لبعضهم البعض عند بلوغ أتباع أو متابعين- سمهم ما شئت -  أحدهم سقف المائة ألف ، بل وتقام أحياناً حفلات على شرف هذهـ المناسبة العظيمة . بل ويتوج أحدهم بتاج الفخر عندما يصلون أتباعه للمليون ، فهنا كبرت مملكته ولربما في يوم من الأيام ينقلب بالحكم ضد حاكمه الذي أولاهـ الثقة بإدارة المملكة وينفرد هو بهذهـ المملكة التي قادته لها روح السلطة والزعامة .. 

ولا تعجب من هذا كله،  فهي مملكة قد قامت منذ بادئ الأمر على الحظ والصدفة الذين لعبا دوراً كبيراً في تأسيس هذه المملكة . فأنّى اتجهت إلى بلدٍ تجد مستقبل هذه المملكة كالطير مقصوص الجناحين . 

كنت قد تركت هذه المملكة قبل  فترة من الزمن لمدة طويلة فأصبح وقتي كله ملكاً لي وأصبحت أستغله بما يعود علي بالفائدة عوضا عن متابعة أخبار هذه المملكة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وعدت لها - لحاجة في نفس يعقوب - 

 لكن عودتي لها كانت عودة جسد خالي من الروح التي آثرت أن اتركها في مملكتي الخاصة لتنعم بما لذ وطاب هناك ، علاوة على أنني قد وجدت فيها أنسي وراحتي بعيداً عن صخب الحياة والمشاكل التي تتخبط فيها تلك المملكة  . 

ختاماً ، كان لابد لي من قول كلمة الحق فعلى الرغم مما ذكرته آنفاً من سلبيات هذهـ المملكة إلا أنني قد إكتسبت منها أشخاص ازددت بمعرفتهم شرفا وتألقاً وأحسبهم - والله حسيبهم - من البطانة الصالحة في تلگ المملكة .