مع التطور الملحوظ في عالم التكنولوجيا الحديثة التي إقتحمت أغلب البيوت في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى ، ومع إستخدامها لكل من الصغير والكبير فلم تعد هنالك فئة عمرية محددهـ ..
إتّسعت فجوة العلاقات الإجتماعية وأصبح التجمع حاليا جسدياً فقط وعقولنا تبحر مع هذا الجهاز الذي بين أيدينا ؛ من آيباد وآيفون وبلاگبيري
فتجد هذا الجهاز في كل إجتماع سواءا عائلي أم مع الأصدقاء أو حتى في العمل ، بل تعدى الأمر ليصبح فرداً من العائلة ، فنحن نهتم به طوال الوقت كما نهتم بأطفالنا .
نكون دوماً بالجوار من الشاحن خشية أن يهلگ هذا الصغير فتضيع بزعم البعض لحظات مميزة من حياتنا ،
لا تعجب عندما تأتيگ بطاقة دعوة لحضور زفاف ومكتوب في أسفلها ؛ "يوجد لدينا شاحن آيفون وبلاكبيري" !!!
بل إن البعض قد يفرح بهذهـ الدعوهـ لأنه سوف يقضي وقتاً طويلاً مع عالمه الإفتراضي دون الخوف من نفاد البطارية ، وهو بذلگ قد ألغى العالم الحقيقي المحيط به ..
يقول لي بعضهم بأنه أصبح يتمنى الآن أن تكون كل إشارات الرياض حمراء على عكس السابق لأنه يستمتع بقضاء وقت أطول مع جهازه الصغير ..
بل وصل الحال أيضاً في زيارات الأبناء لآبائهم ؛ هم ينتظرون هذه الساعة على أحر من الجمر لرؤية أبناءهم وأحفادهم وهو مشغول مع جهازهـ معللاً ذلگ ب" شغل ضروري" ، وهو في الحقيقة تجدهـ يدردش مع صديق له وقد غفل أو تغافل عن أنه بهذا الأسلوب قد قلل من إحترامه لوجود أبويه ..
ولا ننسى أيضاً الصغار؛ فلهم صولات وجولات مع أجهزتهم الذكية التي تارة يتباهون بها في المدارس بين أقرانهم وتارة أخرى تجدهـ مسترخياً في أحد المقاهي وتنطلق منه قهقات لها دوي في سائر المكان ،
نعم ، فلقد شاهدتهم بأم عيني ، أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات وبيد كل واحد منهم جهاز ذكي أجزم بأن بعض الكبار لا يستخدمونه ، ليس لقلة اليد ولكن لأنها لا تستهويهم إطلاقا ..
قبل فترة كنت بصحبة أحد أبناء عمومتي في أحد المقاهي وبينما نحن نتكلم شد إنتباهي جهاز الجوال الذي معه ! فهو من نوع نوكيا القديم . فقلت له : أذكر أنكـ من أصحاب الآيفون !! فقال لي : نعم هو ما زال معي ولكن أتركه في البيت طول الوقت لأنه يسرق الوقت مني دوما ...
عجباً !! هل وصل بنا الحال أن تكون علاقتنا مع هذهـ الأجهزة أقوى من علاقتنا بمن حولنا من الأقارب والأصدقاء !!
هل أصبحنا عبيداً لهذه الأجهزهـ التي لم نعد نستغني عنها في شتى أمور الحياه !!
أتذكر تغريدة كتبها المبدع عبدالله المديفر عن علاقتنا مع الأجهزهـ الذكية حينما قال ؛
أنها تجمعنا فقط فيزيائياً وتفرقنا عاطفياً ...