Hope

Hope

12‏/07‏/2013

سبعة أعوام ..


شاب في العشرينيات. إمتطى صهوة جوادهـ في منتصف عام ٢٠٠٦ ومنذ ذلگ الوقت وهو يصول ويجول لتحقيق أحلامه شاب في العشرينيات. 
سبعة أعوام إنقضت وأنا برفقة هذا الكرسي المتحرك الذي غير مجرى حياتي كليا ً ..

سبعة أعوام تعلمت منها حقيقة الرضا بالقضاء والقدر والصبر على المصائب ...
سبعة أعوام قاسيت فيها من المصاعب والتحديات مالم أقاسيه في حياتي كلها ...
سبعة أعوام أنجزت فيها العديد من الطموحات وحققت من الأماني والأحلام الكثير والكثير ...

فمنذ عامي الأول مع هذه النعمة التي أنعمها الله - سبحانه وتعالى -  علي رسمت لنفسي طريقا نحو المستقبل الذي كنت أحلم به في السابق ، فلم تكن همتي آنذاك عالية بالقدر الذي يحقق لي طموحي ..  فكانت إعاقتي هي بمثابة الفتيل الذي أشعل لي هذه الهمة،  فأدركت حينها أنني ولدت من جديد بشخصية جديدة وبصحبة هذا الكرسي المتحرك الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي . . .

كيف لا !! وهو الذي شيد لي جسراً نحو المستقبل فأصبحت أرقب أحلامي عن قرب كيف لا !! وهو الذي ذلل لي الصعاب و أزاح عني العقبات ،  على الرغم من المصاعب والتحديات التي أواجهها في بلدي بشكل يومي .. فعلى الرغم من المطالبات بتطبيق حقوقنا - نحن ذوي الاحتياجات الخاصة -  على أرض الواقع إلا أن العربة التي على ظهرها مطالبنا وحقوقنا تقوم بسحبها سلحفاة قد تجاوز عمرها المائة العام ،، ولكن مع ذلك فلم نكل أو نمل من المطالبة بحقوقنا ومساواتنا مع غيرنا من شرائح المجتمع .

سنوات مضت وانقضت وأنا بصحبة هذا الكرسي المتحرك وما زلت في كل مرة أذهب فيها إلى السوق أو الأماكن العامة إلا وتقابلني شريحة من المجتمع بهذا السؤال " سلامات ، أنت ليش على كرسي ؟ " .. ومع أنه لدي مناعة حصينة ضد ما أسميها بالسذاجة المتكررة إلا أنني أسال نفسي في كل مرة ...  " متى تنضج لدينا ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة !! " .

لا أنكر أنه خلال هذه السنوات السبع شاهدت تغيراً جذرياً لدى بعضٍ من شرائح المجتمع ولا أنكر أيضا أن ذوي الإحتياجات الخاصة بدأوا في إظهار أنفسهم للمجتمع فمنهم من تقبل هذه الفكرة ومنهم من فرضت عليه ...

سبع سنوات استقيت منها دروسا لا حصر لها ، وأعني بذلك دروسا في الحياة والتعامل مع كافة شرائح المجتمع . . .

سبع سنوات وما زلت صابراً ومحتسباً لقضاء الله وقدره وما يسليني إلا قوله عليه الصلاة والسلام :  " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله تعالى إذا أحب قوم إبتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" ...

فثواب الصابر على البلاء أعظم من أن يذكر وأكبر وأجل من أن يعد ويحصر ،  لقوله سبحانه وتعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ولقوله صلى الله عليه وسلم :"مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" ...

وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون ممن صبروا على البلاء وإحتسبوا الأجر فنالوا الجزاء على ذلك في الدارين ...

17‏/03‏/2013

تبرعات معاليه السخيه...







توجه معاليه لحضور المناسبة التي تمت دعوته لها ليكون ضيف الشرف والراعي الرسمي لها والتي  تتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة ، هذه الفئة التي لطالما ردّدها على لسانه بأنها فئةٌ غاليةٌ ومن حقها أن تمارس جميع حقوقها على أتّم وجه ..

لم يكن معاليه يهتم بــ ( البشت ) لحضوره هذه المناسبة فتواضعه اللامعهود عليه حرّي به أن يمارسه في مناسبةٍ خيريةٍ وقريبةٍ من قلبه ..

توجه هناك إلى مقدمة الحفل والأنظار كلها تلاحقه يمنةً ويسرة ، فمعاليه رمزٌ للعطاء والتبرعات الخيرية التي إستفادت منها عوائلٌ كثيرة وفئاتٍ متعددة ..

كان شغله الشاغل في هذه المناسبة أن يمجّد نفسه ويثني عليها ..

كيف لا !! وهو الأب الروحي لهذهـ الفئة الغالية !!
كيف لا!! وهو اليد التي لم تقصر يوماً عن بذل الخير في المجالات التي تتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة !!

بدأ معاليه بالثناء على نفسه والشكر لله على النعم التي أسبغها سبحانه وتعالى عليه فهي جمةٌ لا تعد ولا تحصى  .. وبدأ بعد ذلك في سرد إنجازاته على مر السنوات الماضيه التي  يشهد له الصغير قبل الكبير ..

فهي إنجازاتٌ ساهمت بالمنفعة العامة لذوي الإحتياجات الخاصة وأصبحوا من بعدها يمارسون حياتهم بشكل طبيعي . إنجازاتٌ  لطالما تحدث عنها معاليه في كل مناسبةٍ تتعلق بهذه الفئة الغالية !!

 فلابد من معاليه أن يطبقها على أرض الواقع لكي تكون له رصيداً في حساب الثناء والتمجيد (التطبيل) من حاشيته المقربه والإعلام المتخلف عن الركب ..

علم معاليه مسبقاً أنه سوف تكون هنالك حملة تبرعات يعود ريعها لذوي الإحتياجات الخاصة في سائر شؤونهم ، فكان بالطبع أول الداعمين - كالعادهـ - والمتبرعين في هذه الحملة بمبالغ خيالية - كالمعتاد أيضاً - ..

 وفي كل مرة يتبرع فيها معاليه يتم التصفيق له بحرارة وتنهمر الدموع من هذا العطاء السخي ..

فيقوم بعد ذلك معاليه بإحتضان هذا الشاب الذي يجلس على كرسي متحرك ويقبل ذاك الأعمى ويصافح هذا الأصم .. كيف لا ومعاليه هو صاحب القلب الكبير الذي لطالما ذرفت عيناهـ تألماً لوضع هذهـ الفئة الغالية على قلبه..

ودّع معاليه ذوي الإحتياجات الخاصة بكل حب وتواضع ، وصفّق الجمهور لهذا المثال الذي من الواجب أن يحتذى به في النبل والتواضع والكرم .

وأسدل الستار على هذهـ المناسبة ورميت أوراقها في الأرشيف الذي أكل  الزمن عليه وشرب ، وأما فيما يتعلق بالتبرعات التي أعلنت من معاليه فهي - كعادته - أرقام خيالية تسمع في كل مناسبة ولا وحقيقة لها .. 

لا تهم هـذهـ التبرعات ولا تهم المناسبة بحجمها  … الأهم أن ذوي الإحتياجات الخاصة فئة غالية عند معاليه .. فأموال الدنيا كلها لو جمعت في كفة و حب معاليه لهذه الفئة في كفة أخرى لرجحت كفة حب معاليه بالتأكيد ….



- هي عادة لهم في كل محفل ومناسبة فلا جديد يذكر رياء و نفاق لمجرد فقط حب الشهرة على حساب الغير فليتمتعوا بريائهم طالما لا يوجد لدينا نحن ذوي الإحتياجات الخاصة مظلة رسمية تحتوينا وتطالب بحقوقنا وتقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه إستجداء المجتمع على حساب هذه الفئة (الغالية) -