Hope

Hope

16‏/06‏/2015

تسعة أعوام ..




 تسعة أعوام مضت من حياتي كسابقها  وأنا بصحبة هذا الكرسي المتحرك ...
 تسعة أعوام مرت كمرور السحاب وانطوت  بما تحمله من أحداث لم يبقى منها إلا  تلك الذكريات التي أستأنس بها من حين إلى آخر.. 
 
تسعة أعوام أنا كما عهدتموني ذلك الشاب الصابر المحتسب لقضاء الله وقدره..  ذلك الشاب الذي تجرع في بداياتها ألم المصاب ونظرات المجتمع المحيط به .. ذلك الشاب الذي وكل أمره إلى ربه وآمن بنفسه لكي ينطلق بهذا الكرسي نحو تحقيق أحلامه وطموحاته التي لم يضع حداً لها ولا سقف لكي يحويها . 
 
تسعة أعوام وما زلت حتى الآن أجني ثمار ما غرسته في بداية تلك الرحلة ...
تلك الرحلة التي رافقني فيها كلٌ من أهلي وأصدقائي الذين لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما أنا عليه اليوم .. 
 
فلهم مني كل الشكر والتقدير والعرفان لما خاضوه معي طوال تلك السنوات التسع  . فبدونكم لم ولن أكمل الطريق إلى تلك القمة المنشودة ...  فشكرا  لكم من القلب على صبركم  ورقي تعاملكم ، على الرغم من التقلبات التي مررت بها طوال تلك الأعوام . 
 
فالحمد لله أولا وأخيرا على قضاءه وقدره ..  والحمد لله الذي أنعم علي بنعمٍ لا تعد ولا تحصى . 
 
تسعة أعوام اختزلت بين طياتها الكثير والكثير من الذكريات والأحلام . منها ما قد تحقق بفضل الله وحمدهـ  ومنها ما زلت أسعى جاهداً لتحقيقها بإذن الله . 
 
حينما أسترجع تلك السنوات الماضية وبالأخص في بداياتها جزء منها يقودني إلى الضحك بهستيرية والجزء الآخر تسابقني دموعي بدون استئذان .
 
كلنا قد مر بذلك الموقف حينما يجلس مع نفسه لكي يراجع حساباته ويفتح تلك الملفات التي لا يريد لها بأن ترى النور مطلقاً . فهذه طبيعة الإنسان و سنة الحياة التي نعيشها ونسعى لأن نضع لنا بصمة وذكراً حسناً للأجيال  القادمة .
 
 فالشافعي رحمة الله عليه يقول  : 
 
كلَّما أدَّبَنِي الدّهْـــرُ ... أَرانِي نَقْصَ عَقْلِي
 
وإذا ما ازدَدْت عِـلـْماً ... زادنِي علْماً بِجَهْلي
 
تسعة أعوام خضت فيها تجارب عدة ومصاعب جمة . . فلا أخفيكم  أن الحياة بتجربة هذا الكرسي المتحرك ليست بالهينه ، لما يتخللها من عقبات ومشاكل . ولا أخفيكم أيضاً أنني شخصياً عانيت الكثير تلك طوال الأعوام...
 
فمن بيننا من استسلم لهذا الكرسي وأصبح أسيراً له  ومنا من جعله وسيلةً و جسراً لبناء مستقبله ..  والأمثلة على أولئك الناجحين كثيره ولا استطيع حصرها هنا .. 
 
فلا تستسلم أبدا لتلك العقبات . .  فربما لحظة اليأس هي في نفس الوقت لحظة الوصول .. 
 
 
والأجمل في تلك السنوات أن تحول من آلامها آمالا  وأمنيات . فهي خير معين لك لما تحمله السنوات القادمة بعد معية الله سبحانه وتعالى  ..  
 
 
"أبحروا بأمنياتكم في زورق الدعاء .. 
وأودعوها خالق الأرض والسماء ...
 فهي حتماً سترسو في ذلك الميناء الذي لا يخيب فيه سؤال ولا رجاء"
 
 
همسة قبل الختام : 
 
ها هو رمضان قد أقبل بعد طول انتظار ومعه بشائر الخيرات  والرحمات . فالحمد لله الذي بلغنا رمضان ونحن في أتم الصحة والعافية واسأله بمنه  وكرمه أن  يتغمد بواسع رحمته ومغفرته أولئك  الذين صاموا معنا في الأعوام السابقة وأن يجعل قبورهم  روضة من رياض الجنة.  
ِ