فرحنا العامـ الماضي بقرار الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما أمر بتحويل مدينة الرياض لتصبح أول مدينة صديقة للمعاقين ، وتناقلت وسائل الإعلامـ هذهـ الفرحة التي لطالما كنا ننتظرها !! والتي هي من أبسط حقوقنا التي ليس من المفترض أن نطالب بها في الأساس !!
تلقيت هذا الخبر خلال دراستي في بريطانيا ، وكنت متفائلاً لأبعد الحدود ، إلا أن صديقي لم يكن مهتما بهذا الخبر ، بل على العكس تماما ، قال لي بالحرف الواحد : كلامـ على ورق ولن يطبق على أرض الواقع .. حاولت إقناعه بأنها بادرة أمل وإشراقة لمستقبل يحفظ لنا حقوقنا ولكن لمـ تفلح محاولاتي معه ، فكما قال لي بأنه يستخدم هذا الكرسي المتحرك منذ حوالي خمسة عشر عاما ولم يتغير شي مذ ذاكـ الوقت ، فكل ما حولنا من مصاعب تعيقنا عن ممارسة أبسط حقوقنا ..
لمـ أكترث لكلامه لقناعتي التامه بأنها مسألة وقت لا أكثر وسوف ننال حقوقنا .. إنشغلت بعد ذلك قرابة العامـ بدراستي هناكـ وبعد ذلكـ عدت لأرض الوطن بفرحتين ، فرحة الشهادة التي لطالما تمنيت الحصول عليها ، وفرحة القرار الذي أثلج صدري قبل قرابة العامـ الماضي …
ولكن هالتني الصدمه عندما علمت ورأيت بأم عيني بأنه لمـ ينفذ هذا القرار ولمـ يتضح لنا على الأقل بوادر تشير بتفعيله …
ما زالت البنيه التحتيه كما هي عليه ، وما زالت المنشآت الحكومية والأهلية الموجودهـ والتي هي قيد الإنشاء تفتقر لوجود مكان مخصص لذوي الإحتياجات الخاصة ، وما زالت أيضا المواقف المخصصة لنا - إن وجدت - يقف فيها أيا من كان دون رقابة ولا محاسبة.
حينها تذكرت حديث صديقي عندما قال لي بأن هذا القرار لن يطبق على الواقع .. فما الفائدة من القرار إذا لم تكن هنالكـ متابعة له ومحاسبة المقصرين والمخالفين ؟؟
فللأسف قضايانا لا تهمـ الرأي العامـ وإن تناولوها فهي مسألة يوم أو يومين وترمى بعد ذلكـ في الأرشيف لتهترئ من الغبار و طول الزمان
