Hope

Hope

07‏/09‏/2011

الله لا يغير علينا !!!

بعد تدوينتي الآخيرهـ - تسعة أشهر .. أحلامـ وأماني .. أتتني ردود كثيرهـ منها ما أثلج صدري وشد من عزيمتي ومنها ما قال بأن السبب لا يكمن في كرسيي المتحركـ فالشباب العاطلون كثرة في هذا البلد ...

نعمـ !! أعلمـ علمـ اليقين بأن وضعي الصحي ليس بالسبب الرئيسي لمكوثي تلك الفترهـ عاطلاً ، فهنالكـ أسباب لا حصر لها تعوق من تقدمـ هذا البلد وتقف بالمرصاد لعجلة النجاح . 

فلقد كتبت في مدونتي قبل فترهـ ليست بالقصيرهـ عن الواسطة في التوظيف وما أدراكـ ما هي الواسطة ...
فأغلبية المجتمع - للأسف - ما زالوا يعتمدون الواسطة مبدأ ً لهمـ في تحقيق أمنياتهمـ ومطالبهمـ 

لدينا مشاكل نتربص بها ليلاً ونهاراً ، ولكننا ما إبتعثنا في الخارج فقط من أجل شهادة دراسية تعلق على الحائط من دون فائدهـ تذكر ، فبرنامج الإبتعاث من أهدافه أيضا أن يرتقي الطالب بفكرهـ بإمتزاجه مع مجتمع لا يمت له بصلة وثقافات لم يعهدها مسبقا . فيأخذ منها السلوكيات الحسنه ويجتنب مساوئها . 

عدنا هنا لا لكي نغير من عادات أو تقاليد أو ثقافات ، ولكن من أجل أن نطور ونرتقي بهذا البلد الذي له من الخيرات والفضل الكبير علينا بعد الله سبحانه وتعالى 

سلبيات نشاهدها هنا وهناكـ ، ومشاكل وفساد إداري نتخبط به من دون أن نحرك ساكنا 

نريد فقط أن نكون علما يشار له بالبنان ، وبلداً يفتخر به بين سائر الدول 

فالحمد لله نحن فخورون بإنتمائنا لهذهـ المملكة وفخورون أيضا بقيادتنا الشريفة ولكننا نطمح أيضا لسقف الكمال 

قبل فترهـ عملت لي مقابلة في إحدى المؤسسات المالية في مدينة الرياض ، وما إن شاهد المدير إسم عائلتي حتى قال لي بالحرف الواحد : تصدق إسمك ما مر علي من قبل  ولا أعرفك !!!!!! 

رددت عليه ، بأنه من المؤكد أنه لا يعرفني  ولا أعرفه فلم يسبق لي أن إلتقيت بك ، قال لي : ولكن كل الموظفين اللي عندي توظفوا عن طريق معارف !!!

هنا تفوهـ هو من دون أن يدري بالطامة الكبرى التي تتخبط فيها أغلبية الشركات في نظام التوظيف 

قلت له : تلكـ مصيبة كبرى ولحلها نحتاج أن نجتث جذورا ً من أصلها أو ثقافات ٍ نشأتم عليها 

رد علي بضحكة تملؤها السخرية : هذا اللي قاعد يصير في البلد !!!!

وأنا هنا أقول نعمـ ، على شاكلة هذا المدير الآلاف ممن لا تهمهم شهادة ولا خبرهـ ، فالواسطة والمعرفة التي ربما يجد من ورائها فائدة له هي غايته 


أسأله بمنه وكرمه أن يصلح حالنا فلقد سئمنا من تكرار 

الله لا يغير عليـــنا !!!!!


04‏/09‏/2011

تسعة أشهر .. أحلام وأماني ..




أنهيت دراسة الماجستير وكلي لهفةٌ للعودة لأرض الوطن لكي أطبق ما تعلمته خلال مرحلتي البكالوريوس والماجستير في عملي الذي كنت أحلم به منذ الصغر .. 

مكتبٌ لي لوحدي يضم أغراضي الشخصية وطموحٌ يتأجج كل صباح ليومٍ جديد مشرق بالآمال .. 

رغبةٌ صادقةٌ في التطوير والإبداع بوطني للنهوض به إلى مصاف الدول .. عزيمةٌ قوية لنصرة من هم على شاكلتي من ذوي الإحتياجات الخاصة لحفظ أبسط حقوقهم والمطالبة بحقوقنا التي همّشت سنواتٍ طوال .. 

آمال ٌ وأحلامٌ كانت تتأجج بداخلي وأنا في بلاد الغربة منتظراً لحظة الإقلاع لتحقيق ولو جزءٍ بسيط مما كان يدور في عقلي الصغير .

وما أن وطئت قدمي - أو بالأصح عجلات كرسيّي المتحرك - مطار الملگ خالد بالرياض إلا وأحسست حينها بأن هنالگ كتلةٌ من الجليد المتراكم الذي يقف عائقاً دون الوصول لغايتي التي كنت أنظم عقدها هناك . 

ولكن تلگ العوائق زادتني إصراراً وقوةً على المضّي قدماً نحو أهدافي وألاّ أكترث بالمتشائمين الذين همّهم وشغلهم الشاغل تثبيط العزائم .

بدأت حينها في التقديم على وظيفة تناسب مؤهلاتي وتحقق إكتفائي الذاتي . وابتدأت معها رحلة المقابلات والمواعيد التي أحسستني بقيمة شهادتي وبأن ما تعلمته في غربتي لم يذهب هباءاً منثوراً . 

ولكن طالت تلك المواعيد واستمرت أشهراً بالوعود والأماني ، كنت في بادئ الأمر غير مكترثٍ بوضعي الصحي ولست بذلگ الحريص أشد الحرص على وضع حالتي الصحية في السيرة الذاتية ، وذلك كلّه لثقتي التامة بقدراتي العقلية وبأنّي أهلٌ لما سوف يناط لي في المستقبل بإذن الله . 

ولكنني إنصدمت مراتٍ عدة من تعابير الوجوه التي ترتسم على محيّا من يقابلني للعمل لديهم .. فمنهم من تفاجأ كلياً بوضعي الصحي وبدخولي عليه في مكتبه بكرسيي المتحرك وكأنني مخلوقٌ للتو أتى من الفضاء . 

ومنهم من حاول ألا يثير دهشته بما هو أمامه لكي لا يحبط من عزيمتي ، وأيضاً منهم من رحّب بي أشدّ الترحيب وأثنى عليّ وعلى ما قمت به من تحديٍ للصعاب ومثابرة لنيل العلم . ولكن ختم هذا الترحيب بوعودٍ بالإتصال بي فور وجود فرصة وظيفية تناسب مؤهلاتي !! 

عجباً يا هذا !! ، كيف تعمل لي مقابلة وبعدها لا يوجد مكان شاغر ؟؟ 

أو ليست المقابلة وضعت لإختيار الشخص المناسب لشغل هذه الوظيفة ؟؟ فكيف بكم تقفون صخرة صمّاء أمام حلمٍ لطالما أردت تحقيقه ! بل كيف بكم أن تستصغروا من إمكانياتي التي لم تصقل بعد !! 

دعوني أيها القرّاء أعود بكم للوراء قليلاً ، ففور إنهائي دراسة الماجستير تملكتني رغبةٌ في إكمال دراساتي العليا ودخول معترك الدكتوراهـ الذي لطالما كانت جارتي في بلاد الغربة تشتكي منها وتأخذ البحوث جل وقتها هناكـ . 

وبالفعل إستطعت الحصول على قبول للدكتوراهـ في إحدى الجامعات البريطانية ، فكانت تلكـ هي الفرحة الغامرة التي كنت أحسبها تكملةً لطريقي نحو القمة والصعود بنفسي نحو عالمـ أكون فيه مميزاً عمن هم حولي .. 

لم تكتمل فرحتي آنذاكـ ، فلقد رفض طلبي لإستكمال الدكتوراهـ بحجة أن قبولي غير صريح !! 

فوالله حتى هذهـ الساعة لا أعلمـ ما القصد من القبول الصريح بالنسبة لوزارة التعليمـ العالي !! 

أيقنت وقتها بأن العودة لا مناص منها فأحلامي لن تتوقف عند الدكتوراهـ وهي مكدسة بالكّمـ تنتظر مني الوقت المناسب لتشاركني بهجة الإحتفال بتحقيقها .. 

فكما ذكرت آنفاً ، عدت لأرض الوطن مثقلاً بأمانٍ لطالما أرادت رؤية بريق الشمس يغازلها ، 

أمانٍ وأحلام أكملت اليومـ شهرها التاسع وكلّي أملٌ أن تلد لي نجاحا بوظيفةٍ تناسب مؤهلاتي  أو ببهجةٍ بقبولٍ لإستكمال دراسة الدكتوراهـ .. 

فو الذي نفسي بيدهـ إنّ أمر المؤمن كلّه خير ؛ وسوف أكون بإذن الله من أشدّ الحامدين  والشاكرين لما سوف يكتبه الله لي من خير في هذهـ الدنيا .. 

فالحمد للهـ على كل حال . . . .