Hope

Hope

02‏/12‏/2011

معاليه في تجربة مع الكرسي المتحركـ





في هذا اليومـ الذي يصادف اليوم العالمي للإعاقة ، يبدأ الحضور بالتزاحمـ في إنتظار صاحب القلب الكبير والذي يعطف على ذوي الإحتياجات الخاصة...

فكم من معاقٍ  إستمع لشكواهـ ونفذ مطالبه  !!!
وكم من الخيرات التي تفضل بها عليهمـ بعد الله -سبحانه وتعالى- !!

قد أمر معاليه سكرتيرهـ بالأمس أن يحضر له كرسياً متحركـ من أصحاب الصيدليات ، وحرص أشد الحرص أن يكون بأبخس الأثمان ، فصاحبنا لا يريد أن يتعالى على من حوله ويتباهى بكرسي باهظ ...

وفجأة وبينما الحضور يتهامسون بذكر أعماله الخيرية التي لا حصر لها دخل عليهم بكل سكينةٍ ووقار ، فيومٌ كهذا وحضورٌ غفير بمثل هذا الحضور يتوجب عليه أن يتبع بعض البروتوكولات المعينة التي قد تحسب لصالحه في المستقبل ...


بُدأ الحفل بآياتٍ كريمة من سورة الحجرات تلاها طفلٌ معاق قد حُمل مسبقاً على الأكتاف لأن منصة الحفل غير مهيأة لكرسيه المتحركـ ...

وعندما توقف عند هذهـ السورة ؛( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
، ذرفت عيناهـ ...  لأن هذهـ الآية لم يطبقها أغلبية المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يعامل في مدرسته معاملة خاصة تملؤها الشفقة ممن هم حوله ، ونادراً ما يخرج من بيته لخوفه من تلك النظرات التي يرمقونها به ،
فهو لم يتجاوز الثانية عشر من العمر ولكنه عديم الثقة بنفسه لأن من حوله رسّخ هذهـ الفروقات بداخله فأصبح ضعيفاً أمامـ الجميع .

صفّق معاليه بكل حرارهـ وصفّق بعدها الحضور ، وإبتدأت كلمة معاليه التي إمتدت لنصف ساعة ...
فهو كما ذكرنا مسبقاً ، له  العديد من الأعمال الخيرية والبطولات الإنسانية ..

بعد ذلكـ ، نزل من على المنصة التي يفصلها عن سطح الأرض ٤ درجات . وأدنوا الكرسي المتحركـ منه لكي يجلس عليه صاحب المعالي بعد أن نفضوا غبارهـ وتأكدوا من خلوهـ من الجراثيمـ ..

وما إن جلس على الكرسي حتى حلّقت به ذاكرته إلى أيامـ الصبا حينما كان يلعب بتلكـ اللعبة التي لطالما كان يفضلها على بقية الألعاب المتوفرة لديه ، فجلس يحركه يمنة ويسرة على أرض ترابية ويلعب به لمدة لم تتجاوز الدقيقتين .. 

حينها فقط !!!  شعر بمعاناة المعاقين ومدى الصعوبات التي يواجهونها في كل يومـ ؛ من عدمـ تهيئة للبنية التحتية ، وإنعدامـ ثقافة وإحترامـ مواقف السيارات المخصصة لهمـ،  وتأجيلٍ لتفعيل مجلس المعاقين الأعلى، والكثير من الحقوق التي همّشت لسنوات طوال .

 فنادى على مساعدهـ لكي يعد خطابا رزيناً على الفور ، وورقةً لكي يكتب فيها.
وعندما صعد على المنصة بدأ بسرد بشاراتٍ للمعاقين وقراراتٍ سوف تغير من مجرى حياتهمـ .. 

فإبتهل الحضور ووقفوا جميعاً يصفقون بكل حرارة لمعاليه على هذهـ البادرة الإنسانية ، فلا غرو ..  فهو صاحب القلب الكبير ..

وابتدأت الفلاشات تسطع على وجه معاليه الناضر ، فالكل يريد أن يأخذ له صورهـ في هذا اليوم المشهود . غير أن معاليه يأبى أن يحوز هو لوحدهـ على أنظار الجميع ويتكرمـ بأخذ صورة بجانب الطفل المعاق التي لاحقا تتصدر جميع الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية .. 

وفي النهاية يغادر معاليه الحفل الذي أبهر فيه الحضور بحسن تعامله وشدة تواضعه،  مخلفاً وراءهـ كلاً من الطفل المعاق والكرسي المتحركـ الذي كان يلعب فيه ومسودة القرارت التي أعلن عنها مسبقا … 

فمعاليه يريدها لاحقا لهذا الحدث الكبير في السنة القادمة ...

هناك 8 تعليقات:

  1. رائع أخوي , ذكرتني بمسرحية (الكراسي ), بس الفرق أنها أنهت , وهذا المسرحية سنوية !!

    ليتهم يفهمون المثل الصيني : لا تعطيني سمكه علمني الصيد .

    يعني هم ما هم محتاجين شفقه أحد فأرادتهم تغطي عين الشمس , هم يبون الحقوق والقوانين المنسية تطبق وبلا هل المسرحية الي ما وراها غير فرد عضلات وأظهار محاسن شكلية .

    ردحذف
  2. كتبت فأبدعت يا مقرن
    بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي كل مريض وأن يعافي كل سقيم وأن يعظم أجر كل مبتلى.

    هذا اليوم هو يوم ذوي الإحتياجات الخاصة وليس يوم معاليه ، هذا اليوم يوم التحدث عن احتياجاتهم التي لم تُوفر وعن طلباتهم التي لم تحقق وعن معاناتهم التي لم يشعر بها أحدٌ غيرهم !
    هو يومٌ ليخرجوا ويقولوا للبلديات لماذا لم توفروا لنا الطرق الممهدة لعرباتنا ولأحاسيسنا وتلمسنا (للمكفوفين) ، هو يومٌ ليقولوا لوزارة التربية والتعليم ماذا فعلتم لنا لتمهيد طرقنا ولتسهيل حركتنا في المدارس ، هو يومٌ ليخاطبوا الجامعات لماذا لم تهيأوا لنا الأماكن ولماذا لم تراعوا احتياجنا !
    هو يومٌ ليخاطبوا جميع المسؤولين لا أن يستمعوا للمسؤولين !
    هو يومٌ ليقولوا لنا عن تجاربهم .. لا أن ينتظروا وعود كاذبة من المسؤولين !

    وفي نهاية كلامي الذي يدين تقصيري على وجه الخصوص مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، أتمنى أن تسامحوني لأنني لم أمد لكم يد العون ولم أساعدكم حتى بالكلمة !
    التقصير يبتدأ من نفسي ويعود إلى نفسي

    شكراً لك مقرن ، وسامح تقصيرنا يا أخي

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ردحذف
  3. احسنت بارك الله فيك وانا من هذه الفئة ويحيرني تأجيل تفعيل المجلس الأعلى إلى متى ؟

    ردحذف
  4. مين " معاليـه "

    ردحذف
  5. اتوقع معاليه بس في الاحلام !
    ولا يمكن فيه ويصدر قرارات بس مانشوفها !

    على العموم كل شيء جايز و ممكن !




    وممكن لا بالطبع !

    ردحذف
  6. عبدالله بن عباس10 ديسمبر 2011 في 9:22 م

    يابو غازي الدنياء ماتبقى على حال

    والحياة تراها حلوة بس الله يعينا عليها

    الى القمة  

    ردحذف
  7. المجتمع لم يستوعب بإنه بحاجة ماسة لكل الطاقات في البلد مرورا بكل فئاته من اصحاب الإحتياجات الخاصة و غيرهم.. لذلك يجب تذليل الصعوبات و تهيئة الأماكن لتمكين الجميع من أداء واجبه و خدمة بلده.. هذا هو حق المواطن على بلده..

    ردحذف