Hope

Hope

24‏/06‏/2009

هـا أنـا اليـومـ أكمـل عامـي الأول ...


ها أنا اليوم أكمل عامي الأول وأنا أسير لهذا الكرسي المتحرك , يا لها من نعمة عظيمة عندما تستطيع المشي والتحرك بكل يسر و سهولة ...


لكم كنت أنعم بهذه النعمة سنوات طوال ولم أكن أعلم حقيقتها لكم كنت أمشي على هاتين القدمين ولم أكن أعلم أنه في يوم من الأيام سيسلبني الله هذه النعمة ...


يا له من منظر جميل عندما ترى والديك امامك وتدني رأسك اليهما لكي تقبلهما بدلا ً من أن يدنيا هما رأسيهما لك لكي تقبلهما ...


ياله من منظر جميل عندما تداعب أخيك الصغير وتمشي به في أرجاء المنزل بدلاً من أن يداعبك هو ويدفعك من الخلف بكرسيـك المتحرك...


ياله من منظر جميل عندما ترى أمك جالسة فتشتهي أن تقبل رأسها وقدميها بدلا ً من أن تأتيك هي وتقبلها ...


ياله من منظر جميل عندما تسمع صوت الاذان يجلجل في كل مكان و الامام يصلي بالناس بدلاً من أن تصلي في البيت لوحدك ...


يالها من نعم ٍ كثيره ولكن لايعرف حقها إلا الذي سلبها ...


يالله سنة كاملة !! ما أسرع الأيام والشهور كأني أذكر ما صار لي قد وقع بالأمس ( هذا ان كنت أذكر ) أساساً ...


ياله من منظر مبكي عندما ترى أباك ينظر اليك نظرة الأب المشفق على ولده ولا يستطيع أن يفعل شيئا ً...


عندما أتذكر هذه النظرة التي لم ولن تبارح ذهني أبدا ً يتقطع قلبي حسرة ً وألما ً...


ليس لأنني مقعد - فالحمد لله على كل حال فأنا راض بحكم الله وقدره ...

-

ولكن لأن أبي عندما يراني أمامه على هذه الحال فيشعر بأنه مكبل ولا يستطيع أن يفعل شيئا

إلا الدعاء بالشفاء العاجل لي ...


نعم فأبي لا يستطيع اخفاء مشاعره على عكس أمي التي تحاول جاهدة أن تخفيها عني ...

ما أجمل أن يكون لديك شخص تشاطره همومك وأحزانك فأنا الآن لم يعد هنالك من يشاطرني همومي وأحزاني ...


ولكن الأجمل أن تفضي همومك لرب الأرباب ومنزل الكتاب فالباب مفتوح طيلة الوقت ...

ولكنني اكتشفت شيئا ً من هذه المحنة فأقرب الناس لي قد تخلوا عني لأنني لست مفيدا ً الان بالاضافة أنه لن يرجو من ورائي أية مصلحة ...


ربما يكون كلامي قاسيا ً ومبالغ فيه ولكن نعم هذه هي الحقيقه فأنا الان عديم الفائدة ...


كنت أكثر من زياراتي واتصالاتي لهم وهذا كله لأن والدي أطال الله في عمره وأقر عينه بشفائي أحسن تربيتنا وأوصانا بزيارة أقاربنا وعدم قطعهم ...


حتى لو لم يوصينا بذلك فالكتاب والسنة توصينا بهذا الشي فالرحم معلقة في عرش الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ...


أنا لا أفرض على أي أحد منهم أن يزورني فربما بقاءهم بعيدا ً عني أفضل من نظرات الشفقة التي يرمقونني بها ...

لذلك فضلت البقاء بالبيت طيلة الوقت وعدم الخروج ليس لأنني كما يقول البعض أخجل من الخروج على هذه الحالة ... ,

فأنا مسلم والحمد لله وأعلم يقينا ً أن ما قد أصابني لم يكن ليخطأني ...


نعم أنا الان معــاق !!!

ولست مريضا ً نفسيا ً كما يقول البعض , ولكنني متفائل دوما ً ولن أقطع رجائي بالله أبدا ً فالأمل موجود دائما ...


أسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يقر عيني والدي بشفائي ...

هناك تعليق واحد:

  1. كتبت أكثر من رد وفي كل مرة أمسح ردي.اسلوبك في الكتابة رائع جدا. وحاولت جاهدة أن أرد عليك بمثل مستواك، ولكن اعذرني...فإني لا املك مثل موهبتك...
    بطبعي لا أنجذب للقراءة ..ولكن وجدت نفسي أقرأ مدونتك بدون توقف إلى ان وصلت لتدوينات من عام 2009!!
    الله خلقنا لأهداف..ومن لم يكن قادرا على تحقيق هذه الاهداف فهو انسان معاق بلا فائدة! اما ان كان شخصا بمثل عزيمتك وموهبتك...فاسمحلي ..فإنك تظلم نفسك عندما تشير لها بالإعاقة!
    استمر في الكتابة ...وأسأل الله ان يحقق لك ما تتمناه :)

    P.S. I got to your blog through your twitter account! (in case you're wondering )

    ردحذف