عام مضى وإنقضى ..

ما أشبه الليلة بالبارحة ، فلقد كنا بالأمس نستقبل العام الجديد ومن بعده رمضان ثم ذي الحجة وها نحن اليوم نودعه بحلوهـ ومرهـ  ..

عامٌ مضى وإنقضى بما أودعنا فيه من حسناتٍ وسيئات  ..

عامٌ طوى بساطه وشد رحاله فلم يبقى منه إلا ذكرياتٌ تصدح هنا وهناكـ ..

فها هو اليوم يودعنا راحلاً بما حوى بين جنباته من أفراح وأتراح وآلام وآمال ..

فكم ممن صار أباً وآخر فقد أبويه فأصبح يتيماً ،  وهذان تصاحبا وذاك إفترقا ..

وكم من سعيد نال مرادهـ وكم من شقي أضاع ما أرادهـ ..

وكم من عبرات سكبت من لوعة الفراق ودمعات إنحدرت من فرحة اللقاء ..

وكم ممن غمروا بالتراب وفارقوا الأهل والأحباب وسكبت عليهم العبرات ..

وكم ممن نفخت فيهم الروح فصارت ضحكات من حولهم تملأ الأرجاء..

يقول أبو البقاء الرندي

لكل شيء اذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش انسان

هي الأمور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لاتبقي على أحد = و لايدوم على حال لها شان

أسأل الله أن يجعل أيامنا المقبله خير من الماضيه ...