توجه معاليه لحضور المناسبة التي تمت دعوته لها ليكون ضيف الشرف والراعي الرسمي لها والتي تتعلق
بذوي الإحتياجات الخاصة ،
هذه الفئة
التي لطالما ردّدها على لسانه بأنها فئةٌ غاليةٌ ومن حقها أن تمارس جميع حقوقها على أتّم
وجه ..
لم يكن معاليه يهتم بــ ( البشت
) لحضوره
هذه المناسبة فتواضعه اللامعهود عليه حرّي به أن يمارسه في مناسبةٍ خيريةٍ وقريبةٍ من قلبه ..
توجه هناك إلى مقدمة الحفل والأنظار كلها تلاحقه
يمنةً ويسرة ، فمعاليه رمزٌ للعطاء والتبرعات الخيرية التي إستفادت منها عوائلٌ كثيرة
وفئاتٍ متعددة ..
كان شغله
الشاغل
في هذه المناسبة أن يمجّد نفسه ويثني عليها ..
كيف لا !!
وهو الأب الروحي لهذهـ
الفئة الغالية !!
كيف لا!! وهو اليد التي لم تقصر يوماً عن
بذل الخير في المجالات التي تتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة !!
بدأ معاليه بالثناء على نفسه والشكر لله على النعم
التي أسبغها سبحانه وتعالى عليه فهي جمةٌ لا تعد ولا تحصى .. وبدأ بعد ذلك في
سرد إنجازاته على مر السنوات الماضيه التي يشهد له الصغير قبل الكبير ..
فهي
إنجازاتٌ ساهمت بالمنفعة العامة لذوي الإحتياجات الخاصة وأصبحوا من بعدها يمارسون حياتهم
بشكل طبيعي . إنجازاتٌ لطالما تحدث عنها معاليه في كل مناسبةٍ تتعلق بهذه الفئة الغالية
!!
فلابد من معاليه
أن يطبقها على أرض الواقع لكي تكون له رصيداً في حساب الثناء والتمجيد (التطبيل)
من حاشيته المقربه والإعلام المتخلف عن الركب ..
علم معاليه مسبقاً أنه سوف تكون هنالك حملة تبرعات
يعود ريعها لذوي الإحتياجات الخاصة في سائر شؤونهم ، فكان
بالطبع
أول الداعمين - كالعادهـ - والمتبرعين في هذه الحملة بمبالغ خيالية - كالمعتاد أيضاً - ..
وفي كل مرة يتبرع فيها معاليه يتم التصفيق له بحرارة وتنهمر الدموع من هذا العطاء
السخي ..
فيقوم بعد ذلك معاليه بإحتضان هذا الشاب الذي
يجلس على كرسي متحرك ويقبل ذاك الأعمى ويصافح هذا الأصم .. كيف لا ومعاليه هو صاحب
القلب الكبير الذي لطالما ذرفت عيناهـ تألماً لوضع هذهـ الفئة الغالية على قلبه..
ودّع
معاليه ذوي الإحتياجات الخاصة بكل حب وتواضع ، وصفّق الجمهور لهذا المثال الذي من الواجب
أن يحتذى به في النبل والتواضع والكرم .
وأسدل الستار على هذهـ المناسبة ورميت أوراقها
في الأرشيف الذي أكل الزمن عليه وشرب ، وأما فيما يتعلق بالتبرعات التي أعلنت
من معاليه فهي - كعادته - أرقام خيالية تسمع في كل مناسبة ولا وحقيقة لها
..
لا تهم هـذهـ التبرعات ولا تهم المناسبة بحجمها
… الأهم أن ذوي الإحتياجات الخاصة فئة غالية عند معاليه .. فأموال الدنيا كلها لو جمعت
في كفة و حب معاليه لهذه الفئة في كفة أخرى لرجحت كفة حب معاليه بالتأكيد ….
- هي عادة لهم في كل محفل ومناسبة فلا جديد يذكر
رياء و نفاق لمجرد فقط حب الشهرة على حساب الغير فليتمتعوا بريائهم طالما لا يوجد لدينا
نحن ذوي الإحتياجات الخاصة مظلة رسمية تحتوينا وتطالب بحقوقنا وتقف بالمرصاد لكل من
تسول له نفسه إستجداء المجتمع على حساب هذه الفئة (الغالية) -