وها هي سنواتي العشر قد مضت وإنقضت كلمح البصر بصحبة هذا الكرسي المتحرك الذي أصبح عضواً لا يتجزأ من جسدي .
١٠ سنوات وأنا كما أنا ؛ محتسباً لما أصابني من أقدار الزمان وأوجاعه .
سنوات ذقت فيها حلاوة الإنتصار وفرحته ، وطعم النجاح ولذته .
سنوات تألمت فيها من فقد أحبة لي قضوا نحبهم وتواروا تحت التراب فذهبوا إلى ربٍ رحيم غفور ؛ فرحمات ربي عليهم تترى .
١٠ سنوات كانت مليئةً بالتحديات والعقبات ، إستطعت التغلب على معظمها بفضل من الله سبحانه وتعالى ؛ وما زلت أجاهد نفسي على البقية وسأتغلب عليها بإذن الله .
١٠ سنوات قد مرت مرور السحاب ؛ وكأني آسترجع ذكريات ذلك اليوم وأرى ذلك الشخص الطريح الفراش ؛ الذي للتو أخبروهـ في المستشفى بأنه لن يستطيع أن يمشي مرة أخرى على قدميه !! كيف ؟ لماذا ؟ ولماذا أنا بالذات ؟؟
كانت بالفعل صدمةَ هائلةَ في حياتي ، وأقسى لحظة عشتها طوال حياتي كلها . كيف لا وأنا كنت في مقتبل العمر وفي ريعان شبابي وحدث لي ما قد حدث !!
فلقد كنت على وشك التخرج من الجامعة ولدي أحلام وأمنيات الشباب في بداية حياتهم المهنية .
أحلام وأمنيات كانت في مخيلتي آنذاك تمثل أقصى طموحاتي وآمالي .
كلما تصورت حالتي النفسية في ذلك اليوم وحجم المصاب الجلل الذي ألم بي ، أحمده سبحانه على أن يسر لي كل عسير وعلى إنتشاله لي من غياهب الأحزان واليأس الذي كان يعشعش في رأسي .
نعم كنت حينها أتمنى أني قضيت نحبي في ذلك اليوم عوضاً عما أصابني . ولكنني كنت أجهل حينها أيضاً أن ما كتب لي لم ليكن ليخطأني وأن قضاء الله وقدره كان خيراً لي في حياتي . فالحمد لله حمداً كثيراً أن كتب لي حياة جديده .
فلقد إستطعت بفضل من الله سبحانه وتعالى وبدعم أهلي ومن هم حولي من أصدقاء ؛ أن أتخطى هذا الحاجز الذي كنت أراه جبلاً شامخاً وعائقاً في طريق حياتي .
ولم تكن تلك القمة التي رسمتها منذ عامي الأول بالأمر الهين مطلقاً ؛ فلقد مررت بمصاعب عدة وعقبات كنت أحسبني لن أتجاوزها البته . أفراح وأتراح عشتها كما هي بحلوها ومرها ، فارقت خلالها أناساً خرجوا من حياتي بغير إرداتهم أو بإرادتهم ؛ وكسبت أناساً أضفوا لحياتي رونقاً مميزاً .
١٠ سنوات وأنا ما زلت ذلك الشاب الذي قطع عهداً لنفسه أن تكون حياته قدوةً لغيره ومثالاً يحتذى به أمام الملأ .
١٠ سنوات وأنا مازلت أيضاً ذلك الشاب الذي تعلو محياه إبتسامة الرضى والقبول بقضاء الله وقدره .
وسأبقى كذلك بإذن الله ...